نشرت صحيفة “العربي الجديد” ، تقريرا حول التكية الصوفية قالت فيه ، “تعدّ “التكية” الصوفية، والتي نشأت في العصر العثماني، امتدادا لفكرة “الخنقاواه” التي بدأت مع العصر الأيوبي وازدهرت في العصر المملوكي، وإن كان ثمة اختلاف بينهما، في العمارة والدور الذي كانا يؤديانه في المجتمع. وأضاف التقرير أن التكايا كانت تُشيّد في أول الأمر بالجهود التطوعية ومساعدة بعض الممولين الأغنياء، وذلك قبل أن تتبنى الدولة العناية بها وإنشائها، وكانت في أول الأمر مبانيَ متواضعة ليست لها عمارة خاصة يشار إليها ، ويطلق على التكايا الضخمة اسم “أستانة“. 
وتابعت الصحيفة ، لم يكن للتكايا في أول الأمر تصميم معماري مميز، إذ كان تمثل في معظم الأحيان منزلِ الشيخ رئيس الطريقة، لكن مع مرور الزمن صار لها تصميمها الذي يتناسب مع وظيفتها.
وقالت الصحيفة  “أن أحجام التكايا وأشكالها تختلف تبعا لأهمية الشيخ وعدد أتباعه وحاجات الطريقة التي يرأسها، لكن التصميم بشكل عام كان يلبي احتياجات الحياة التركية التقليدية من حيث الفصل بين الجنسين، وتقسيم العمل اليومي ورعاية الأطفال والتجمعات العائلية والخاصة. واستطردت العربي الجديد “تتكون “التكية” من قاعة داخلية واسعة، عبارة عن صحن مكشوف يأخذ الشكل المربع، تحيط به من الجوانب الأربعة أربع ظلّات، كل ظلة مكونة من رواق واحد. وبالتكية قاعة تسمى “السمعخانة”؛ وتستخدم للذكر، والصلاة والرقص الصوفي الدائري (صار يطلق عليه “مولوية”؛ نسبة لأشهر الطرق الصوفية).
ولفت التقرير أنه إضافة إلى مجموعة غرف للمريدين ينام فيها “الدراويش”، هناك أيضا غرفة لاستقبال العامة، وقاعة طعام جماعية ومطبخ كبير، كما يوجد بكل تكية قسم الحريم، وهو مخصص لعائلات الدراويش. ولم يكن بالمبنى (في أول الأمر) مئذنة ولا منبر، لكننا نرى بجهة القبلة حجرة صغيرة بها محراب لإقامة الصلوات باتجاهه. 
وأشار التقرير أن التكية تقام بها حلقات للوعظ والإرشاد للمتصوفين، بصورة غير منتظمة وغير إجبارية، على عكس النظام الذي كان متبعا في الخانقاه. فالتكية ليست مدرسة وليست جامعا، فهي مجرد استراحة صوفية، يقيم فيها من شاء دون أية أعباء مادية أو علمية! 
وذكرت الصحيفة ، أن التكايا انتشرت بامتداد الخلافة العثمانية، ومن أمثلة التكايا الضخمة في إسطنبول “تكية النقشبندية الأوزبكية” وتكية “حسيريزاد” وتكية “عيني بابا”. أمّا “التربة خانة”، وتعني قاعة المدفن فهي أشهر التكايا المولوية. وتوجد في مدينة قونيا، وكانت في الأصل بيتا أهداه السلطان السلجوقي إلى “سلطان العلماء” والد جلال الدين الرومي، وفيه دُفن الرومي ومن قبله أباه، ولاحقا تم إنشاء قبة خضراء على أربعة أعمدة من قبل مهندس معماري تركي مشهور مقابل 130 ألف درهم سلجوقي. 
يّذكر أنه في سنة 1927م، حولته الحكومة الجمهورية إلى متحف بعد أن حظرت المولوية في البلاد. أما الآن فيجذب المتحف أكثر من مليوني سائح في العام. 
وقالت الصحيفة ، إن ما وصلت إليه التكية في العالم العربي من تطوير كان يسمى قديما في تركيا “كليات”، حيث تلحق بالتكية مجموعة من المنشآت الاجتماعية الأخرى مثل المسجد والمدرسة، وربما سوق للأعمال اليدوية ومتحف للتراث مثلما صارَ الحال في “التكية السليمانية” بدمشق.
ولفتت الصحيفة أن تلك التكايا العربية كان السلطان سليمان القانوني  قد أمر ببنائها سنة 1553م، ويمكن تمييزها بالمئذنتين النحيفتين على الطراز العثماني. أما “التكية السليمانية” بالقاهرة، فإنها تُنسب للأمير العثماني سليمان باشا الذي بناها سنة 1543هـ في منطقة السروجية. وكانت تخص طائفة الرفاعية الصوفية. 
وذكرت الصحيفة ، أن فكرة التكية انتقلت من مصر إلى الحجاز، لكن بصورة مختلفة ومجردة من البعد الصوفي الاحتفالي الذي كان يصاحبها في جميع الأماكن ذات النفوذ العثماني، إذ إن معنى التكية كاد يقتصر في الحالة الحجازية وغيرها على مكان يقدم صورا متعددة من المساعدات لبعض الدول الفقيرة في العالم، وكانت تسمّى لذلك “المبرة المصرية”. ومن أشهر تلك الأماكن التي أنشئت فيها التكية المصرية خارج القطر المصري: المدينة المنورة ومكة المكرمة. 

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق