نظر إلي وعيناه تملأهما الحيرة  قائلا لي : ابن أخي ينحدر إلى الهاوية ..كيف ؟  قال لي : كان يحفظ القرآن كاملا ..ان اه تملا  لكنه رافق " شلة " من أصدقاء السوء فساءت أخلاقه ، ونسي قرآنه ، وأساء معاملة والديه ، ولم يعد يشغله سوى اللحاق بـ" الشلة" على " الكافي شوب " وتقليد أفعالها .                               
"الكافي شوب" الذي أصبح بيتا ثانيا للكثير من الشباب في بعض المجتمعات العربية لشغل أوقات الفراغ في أحيان كثيرة ، وملتقى شبابي لطرح بعض المشكلات والقضايا في أحيان قليلة ، هو إحدى صور عالم " الشلة" التي  تجذب شريحة كبيرة من الشباب تحت شعار "ارم همومك على الطاولة" !! .
حسين شعلان – طالب جامعي – أرجع توجهه مثل غيره من أبناء جيله إلى "الكافي شوب" إلى كثرة الهموم، ومعاناة الشباب من البطالة والعنوسة وغيرها من مشكلات تواجهه مما يضطره إلى قضاء وقته بصحبة هذه التجمعات ، ومحاولة الخروج من الحالة النفسية السيئة بإشغال نفسه بالدردشة وتناول المشروبات وممارسة بعض الألعاب في هذا المكان ، حيث أشعر بالراحة من الأعباء الملقاة على عاتقي.
يخالفه في الرأي رشيد عودة – طالب – قائلا إن التردد على" الكافي شوب " له جوانب إيجابية ، فأنا مثلا أتردد عليه بشكل يومي، لتبادل بعض الأفكار والمعلومات مع طلاب آخرين ، وبالتالي فأنا أستفيد من هذا التجمع ، وكل إنسان يمكن أن يوظف هذا الأمر لصالحه وبما يعود عليه بالنفع. ومن الشباب حسبما يقول من يتردد على المقهى لمجرد الترويح عن نفسه ورؤية أصدقائه ، وهناك من يريد مجرد تضييع وقته فقط .
 بعض الفتيات اللاتي يفضلن " الكافي شوب"  تقول عنهن وفاء - طالبة جامعية – إنه ليس عيبا أن تقضي الفتاة بعض وقتها في مثل هذه الأماكن ، مضيفة أنها  تتردد بشكل يومي على المقهى وتشعر بنوع من المتعة والراحة بعيداً عن المشاكل السياسية والاجتماعية ولا تستطيع العيش دون توجهها إليه فقد أصبح من ضمن الروتين اليومي لها، وتوضح وجهة نظرها: " ليس من العيب أن آخذ قسطاً من الراحة بعد دوام الجامعة بعيداً عن هموم الدنيا فأنا والحمد لله متفوقة في دراستي ولا أنكر أن أحد أسباب ترددي على الكافي شوب هو المحيط الأسري السيئ الذي أعيش فيه.
شاب آخر طلب عدم ذكر اسمه قال إن ''الكافي شوب''، هو أنسب الأماكن في رأيي لتجمع الشباب ، مؤكدا أن الجلوس مع الأصدقاء في ''الكافي'' أو التعرف على أشخاص وتكوين علاقات جديدة يسهم في تطوير مهارات الإنسان وتعويده على الاندماج، وأقترح إضافة غرفة داخل الكافي تكون مخصصة للكتب والاطلاع وتعتبر غرفة علمية منوعة، وبالتالي فهذا يزيد من قيمة " الكافي شوب " الإيجابية
ويزيد من جاذبيته للشباب ، بدلا من الصورة السلبية المتعارف عليها في بعض المجتمعات والتي ترى في " الكافي شوب " وكرا لأصدقاء السوء وتعاطي التدخين والمخدرات

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق