اعتدت الهروب إلى مقاهي الحسين كلما حاصرتني الحياة 
بتفاصيلها التى لا تنتهي  لأكافئ نفسي بكوب شاي بالنعناع الأخضر يحمله عم 
“ناصر” بوجهه البشوش الطيب ولمساته الأبوية الحانية ، فقد كنت- ومازلت -على
 يقين بأن المقهى  ليس مجرد مكان للاستمتاع بصحبة الأصدقاء ونسيان الهموم 
والمشاكل ولكنه ايضا جزء من التاريخ الاجتماعي للمصريين وأحد ابرز الملامح 
فى واقعهم المعاصر فرغم كل الطفرات والتغيرات التى حملتها لنا المقاهى 
الحديثة فى الشكل والمضمون فالمشروبات أصبحت «كابوتشينو ، ولاتيه ، موكا، 
ميلك شيك ، تروبيكال ،.......الخ » بدلا من “ الشاى الكشرى ، الشاى 
بالنعناع ، القهوة التركى ، الينسون ، التمر هندى ، ....الخ « وبدلا من 
اغانى «الست» ام كلثوم والطرب الاصيل لعبد الوهاب و عبد الحليم و شادية لم 
يبق غير تامر وهيفاء ونانسى وموسيقى الراب والروك والترانسات.
كل شئ أصبحت له “ نكهات “ مختلفة الشاى والقهوة وحتى الشيشة حتى أننا نسينا الطعم الاصلى لهذه الأشياء وغابت عنا نفحات الزمن الجميل !
الفصل الأول فى كتاب “المقاهي المصرية “ يفوح بالعبق الفرنسي ،فعندما جاء نابليون بونابرت إلى القاهرة تعجب من عادات المصريين على المقاهي وقال “ليس في الشرق الأسطوري أو المتحضر من لا يضحى بقليل من عمره من اجل احتساء مشروب المقاهى الساحر”.
هذا ما يذكره المؤرخون حول نشأة المقهى ، وقد أشاروا الى أن البداية جاءت مع شرب القهوة في القرن الـ 16 على يد أبو بكر بن عبد الله المعروف بـ «العيدروس».
ويحكى انه كان في شرق آسيا رجل صوفي مسلم يدعى سياحتة، كان يسير في حديقته فالتقط ثمرة البن، فوجد فيها تخفيفاً للدماغ واجتلابا إلى السهر، وتنشيطا للعبادة، فاتخذها طعاماً وشرابا، وأرشد أتباعه إليها، وكان منهم أبو بكر.
وعندما وصل أبو بكر إلى مصر سنة 905هــ ، اختلف الناس - كما هي عادتهم - حول هذا المشروب الجديد، وهل هو حرام أم حلال؟ .. وفى النهاية شربه الجميع.
ويحدد الإسحاقي المؤرخ المعاصر للحملة الفرنسية ظهور الدخان في السنة 1012، مؤكدا أن الوالي العثماني أصدر أوامره بمنع تعاطي الدخان في الشوارع وعلي الدكاكين وأبواب البيوت، ونزل ومعه العسكر لتنفيذ قراره.وكان كلما رأى شخصا بيده آلة دخان يعاقبه، وربما أطعمه الحجر الذي يوضع فيه الدخان بما فيه من نار..
وفى ميدان الأوبرا, كان يوجد مقهى السنترال, و موضعه كان لوقت قريب جزءا من كازينو صفية حلمى فى ميدان الأوبرا,وهذا الملهى كان يضم ايضا مقهى من طابقين و يعرف باسم كازينو الأوبرا , وكانت تعقد به ندوات ادبية لنجيب محفوظ كل يوم جمعة ,.
اما “قهوة متاتيا” فمكانها فى ميدان العتبة الخضراء, وكان يؤمها جمال الدين الافغانى , و الامام محمد عبده , و سعد زغلول , و ابراهيم الهلباوى المحامى المشهور , ثم ارتاده عباس العقاد , و إبراهيم المازنى , و الشيخ فهيم قنديل صاحب جريدة عكاظ التى كانت تصدر فى القاهرة , و فى ركن المقهى مطعم صغير للفول والطعمية كان رواد المقهى يجدون فيه حاجتهم من الطعام ، وعلى مقربة من الموسكى “قهوة القزاز” , ومكانها الان بعض المبانى القائمة عند الجانب الايمن من الشارع بالقرب من العتبة , وعامة زبائنها من اهل الريف , الذين يجلسون فيها و يتأملون النساء القاهريات المحجبات بالبراقع البيضاء و السوداء .
و فى شارع محمد على يوجد مقهى التجارة, و هو من أقدم مقاهي القاهرة , و يزيد عمره على 130 سنة , ومازال قائما حتى الآن . و معظم رواده من فرقة حسب الله , الذى كان احد الموسيقيين بجوقة الخديو إسماعيل , و عندما خرج من الخدمة شكل اول فرقة للموسيقى تتقدم الجنازات و الأفراح .
وفى نهاية شارع محمد على , امام دار الكتب , مقهى الكتبخانة , و كان يجلس عليه حافظ إبراهيم , و الشيخ عبد العزيز البشرى , وأيضا الشيخ حسن الألاتى , و كان الشيخ يرتاد مقهى المضحكخانة بالسيدة , و يشترط لدخوله وضع رسالة فى التنكيت و القفش , حتى اذا حازت عنده قبولا ضم مقدمها الى مجلس النادى , و قد جمع الشيخ حسن الالاتى كثيرا من نوادر المضحكخانة فى كتاب طبع فى نهاية القرن الماضى , و يحمل ذات الاسم.
فى شارع محمد على “ مقهى عكاشة “لأصحاب الفرق المسرحية المشهورة , و كان مقهى مزودا بأجهزة استماع للموسيقى يجلس الزبون الى المنضدة , و يضع السماعات الى اذنيه , و يطلب سماع اى اسطوانة يرغبها ,على غرار مقاهي الانترنت الحاليةinternet café ولكن ادرك الزمان هذا المقهى بخطواته الثقيلة , فأصبح مجرد مقهى عادى به آثار من العز القديم .... و فى حى الحسين , “مقهى الفيشاوى” الشهير , وعمره الآن يتجاوز المائة عام , وكان يتكون من واجهة انيقة و دهليز طويل حوله مقصورات صغيرة صفت فيها موائد رخامية , و دكك خشبية , واشتهر بالشاى الاخصر و الأحمر الذى يقدم فى أكواب زجاجية صغيرة , و فى شهر رمضان يكثر رواده من الفنانين و الكتاب و العامة ،و فى الأيام العادية , كان للمقهى سحره الخاص , حيث يخيم عليه هدوء يمت الى الزمن الجميل , وأمامه يجلس الحاج فهمى الفيشاوى يدخن باستمرار النرجيلة التى لا تنتهى ابدا , و على بعد خطوات منه حصانه العربى الأصيل , وفوقه أقفاص الحمام الذى كان مغرما بتربيته , و لقد صدر قرار بهدم هذا المقهى بعد عام 1967 , ولم يستطع الحاج فهمى ان يواصل الحياة حتى يرى نهاية مقهاه , فمات
و لحقه على الفور الحمام الذى كان يربيه .
كان من اشهر رواد الفيشاوي أديب نوبل نجيب محفوظ , الذى كان يخلو الى جوه الهادئ المعبق بالتاريخ يوميا أثناء عمله بمكتبة الغورى القريبة عندما كان يعمل فى وزارة الأوقاف. من الشخصيات التى ارتبطت بالمقهى أيضا عم إبراهيم وكان رجلا قصيرا , ضريرا , يتاجر فى الكتب , و كان حاضر النكتة , وفى ليالي الثلاثينيات يجلس الى عدد كبير من الرواد , ويبادلهم هذا الشكل الفكاهى من الحوار. وعلى مقربة من الفيشاوى كان هناك مقهى قديم و غريب , يقع تحت الأرض , واسمه “مقهى سى عبده” وقد وصفه نجيب محفوظ فى روايته العظيمة “ الثلاثية “ ويوجد مكانه الآن بعض المباني الحديثة . وفى مواجهة مسرح رمسيس “الريحاني الآن “ كانت تقع قهوة الفن , و كان فيها البؤساء من الفنانين , و الكومبارس , و النساء الضاحكات , كانت هناك مارى منصور , وزينب صدقى , ودولت ابيض , و امينة رزق , و فاطمة رشدى , واحمد علام نقيب الممثلين .
اما مقهى “ ريش” الذى لا يزال موجودا حتى الآن , فكان من اشهر مقاهي القاهرة ويقع فى شارع طلعت حرب بوسط القاهرة و اشتهر قديما بتوافد كبار المشاهير من الكتاب والصحفيين وكبار الفنانين بصفة يومية لتناول فنجان القهوة وتبادل الأحاديث فى السياسة والاقتصاد وهموم المجتمع المصرى. ولهذا المقهى تاريخ طويل حيث تم إنشاؤه عام 1908 وفى عام 1992 حينما تعرضت القاهرة لزلزال مرعب ومدمر أصاب المقهى بشروخ كان لابد من ترميمه فاكتشف خلال عمليات الترميم دهليز صغير يؤدى الى مخزن قديم توجد به العديد من المنشورات التاريخية. ومن ابرز المشاهير الذين كانوا يترددون على قهوة ريش الكاتب نجيب محفوظ حيث يذكر انه كتب قصة الكرنك كلها على أريكة بداخل «ريش » كذلك الكاتب يوسف إدريس وعدد ضخم من نجوم الثقافة والفن القدامى. كما غنت أم كلثوم أولى أغانيها بعد قدومها من القرية الى القاهرة. و حتى أربعينيات هذا القرن كان هناك عدد كبير من المقاهي فى روض الفرج , جدرانها من الخشب , محاذية للنيل , وفى كل منها عدد من فناني شارع محمد على , يعرضون فيها فنون الغناء و المونولوج , ومنهم حسين المليجى, ولهلوبة , وزينب فلفل , وغيرهم .... و يوجد فى شارع محمد على مقهى للمنجدين , وفى باب الشعرية مقهى لا يرتاده الا عمال الافران البلدية , و بجوار سينما كايرو فى القاهرة مقهى يؤمه الخرس فقط الذين فقدوا نعمة النطق , واشهر مقاهى النرجيلة فى القاهرة الان « الندوة الثقافية » بباب اللوق .
وبينما كانت هذه الخواطر تجول بذهنى قبل ان ارتشف الرشفة الأخيرة من كوبى المفضل ، إذ بى أفيق على صوت عم “ ناصر “ وهو يقول لى مداعبا : واضح ان حضرتك سرحتى فى حاجة مهمة قوى .. خير يا ترى ؟ فأجبته ضاحكة : واحد قهوة مظبوط .. وصلحه !
كل شئ أصبحت له “ نكهات “ مختلفة الشاى والقهوة وحتى الشيشة حتى أننا نسينا الطعم الاصلى لهذه الأشياء وغابت عنا نفحات الزمن الجميل !
الفصل الأول فى كتاب “المقاهي المصرية “ يفوح بالعبق الفرنسي ،فعندما جاء نابليون بونابرت إلى القاهرة تعجب من عادات المصريين على المقاهي وقال “ليس في الشرق الأسطوري أو المتحضر من لا يضحى بقليل من عمره من اجل احتساء مشروب المقاهى الساحر”.
هذا ما يذكره المؤرخون حول نشأة المقهى ، وقد أشاروا الى أن البداية جاءت مع شرب القهوة في القرن الـ 16 على يد أبو بكر بن عبد الله المعروف بـ «العيدروس».
ويحكى انه كان في شرق آسيا رجل صوفي مسلم يدعى سياحتة، كان يسير في حديقته فالتقط ثمرة البن، فوجد فيها تخفيفاً للدماغ واجتلابا إلى السهر، وتنشيطا للعبادة، فاتخذها طعاماً وشرابا، وأرشد أتباعه إليها، وكان منهم أبو بكر.
وعندما وصل أبو بكر إلى مصر سنة 905هــ ، اختلف الناس - كما هي عادتهم - حول هذا المشروب الجديد، وهل هو حرام أم حلال؟ .. وفى النهاية شربه الجميع.
ويحدد الإسحاقي المؤرخ المعاصر للحملة الفرنسية ظهور الدخان في السنة 1012، مؤكدا أن الوالي العثماني أصدر أوامره بمنع تعاطي الدخان في الشوارع وعلي الدكاكين وأبواب البيوت، ونزل ومعه العسكر لتنفيذ قراره.وكان كلما رأى شخصا بيده آلة دخان يعاقبه، وربما أطعمه الحجر الذي يوضع فيه الدخان بما فيه من نار..
وفى ميدان الأوبرا, كان يوجد مقهى السنترال, و موضعه كان لوقت قريب جزءا من كازينو صفية حلمى فى ميدان الأوبرا,وهذا الملهى كان يضم ايضا مقهى من طابقين و يعرف باسم كازينو الأوبرا , وكانت تعقد به ندوات ادبية لنجيب محفوظ كل يوم جمعة ,.
اما “قهوة متاتيا” فمكانها فى ميدان العتبة الخضراء, وكان يؤمها جمال الدين الافغانى , و الامام محمد عبده , و سعد زغلول , و ابراهيم الهلباوى المحامى المشهور , ثم ارتاده عباس العقاد , و إبراهيم المازنى , و الشيخ فهيم قنديل صاحب جريدة عكاظ التى كانت تصدر فى القاهرة , و فى ركن المقهى مطعم صغير للفول والطعمية كان رواد المقهى يجدون فيه حاجتهم من الطعام ، وعلى مقربة من الموسكى “قهوة القزاز” , ومكانها الان بعض المبانى القائمة عند الجانب الايمن من الشارع بالقرب من العتبة , وعامة زبائنها من اهل الريف , الذين يجلسون فيها و يتأملون النساء القاهريات المحجبات بالبراقع البيضاء و السوداء .
و فى شارع محمد على يوجد مقهى التجارة, و هو من أقدم مقاهي القاهرة , و يزيد عمره على 130 سنة , ومازال قائما حتى الآن . و معظم رواده من فرقة حسب الله , الذى كان احد الموسيقيين بجوقة الخديو إسماعيل , و عندما خرج من الخدمة شكل اول فرقة للموسيقى تتقدم الجنازات و الأفراح .
وفى نهاية شارع محمد على , امام دار الكتب , مقهى الكتبخانة , و كان يجلس عليه حافظ إبراهيم , و الشيخ عبد العزيز البشرى , وأيضا الشيخ حسن الألاتى , و كان الشيخ يرتاد مقهى المضحكخانة بالسيدة , و يشترط لدخوله وضع رسالة فى التنكيت و القفش , حتى اذا حازت عنده قبولا ضم مقدمها الى مجلس النادى , و قد جمع الشيخ حسن الالاتى كثيرا من نوادر المضحكخانة فى كتاب طبع فى نهاية القرن الماضى , و يحمل ذات الاسم.
فى شارع محمد على “ مقهى عكاشة “لأصحاب الفرق المسرحية المشهورة , و كان مقهى مزودا بأجهزة استماع للموسيقى يجلس الزبون الى المنضدة , و يضع السماعات الى اذنيه , و يطلب سماع اى اسطوانة يرغبها ,على غرار مقاهي الانترنت الحاليةinternet café ولكن ادرك الزمان هذا المقهى بخطواته الثقيلة , فأصبح مجرد مقهى عادى به آثار من العز القديم .... و فى حى الحسين , “مقهى الفيشاوى” الشهير , وعمره الآن يتجاوز المائة عام , وكان يتكون من واجهة انيقة و دهليز طويل حوله مقصورات صغيرة صفت فيها موائد رخامية , و دكك خشبية , واشتهر بالشاى الاخصر و الأحمر الذى يقدم فى أكواب زجاجية صغيرة , و فى شهر رمضان يكثر رواده من الفنانين و الكتاب و العامة ،و فى الأيام العادية , كان للمقهى سحره الخاص , حيث يخيم عليه هدوء يمت الى الزمن الجميل , وأمامه يجلس الحاج فهمى الفيشاوى يدخن باستمرار النرجيلة التى لا تنتهى ابدا , و على بعد خطوات منه حصانه العربى الأصيل , وفوقه أقفاص الحمام الذى كان مغرما بتربيته , و لقد صدر قرار بهدم هذا المقهى بعد عام 1967 , ولم يستطع الحاج فهمى ان يواصل الحياة حتى يرى نهاية مقهاه , فمات
و لحقه على الفور الحمام الذى كان يربيه .
كان من اشهر رواد الفيشاوي أديب نوبل نجيب محفوظ , الذى كان يخلو الى جوه الهادئ المعبق بالتاريخ يوميا أثناء عمله بمكتبة الغورى القريبة عندما كان يعمل فى وزارة الأوقاف. من الشخصيات التى ارتبطت بالمقهى أيضا عم إبراهيم وكان رجلا قصيرا , ضريرا , يتاجر فى الكتب , و كان حاضر النكتة , وفى ليالي الثلاثينيات يجلس الى عدد كبير من الرواد , ويبادلهم هذا الشكل الفكاهى من الحوار. وعلى مقربة من الفيشاوى كان هناك مقهى قديم و غريب , يقع تحت الأرض , واسمه “مقهى سى عبده” وقد وصفه نجيب محفوظ فى روايته العظيمة “ الثلاثية “ ويوجد مكانه الآن بعض المباني الحديثة . وفى مواجهة مسرح رمسيس “الريحاني الآن “ كانت تقع قهوة الفن , و كان فيها البؤساء من الفنانين , و الكومبارس , و النساء الضاحكات , كانت هناك مارى منصور , وزينب صدقى , ودولت ابيض , و امينة رزق , و فاطمة رشدى , واحمد علام نقيب الممثلين .
اما مقهى “ ريش” الذى لا يزال موجودا حتى الآن , فكان من اشهر مقاهي القاهرة ويقع فى شارع طلعت حرب بوسط القاهرة و اشتهر قديما بتوافد كبار المشاهير من الكتاب والصحفيين وكبار الفنانين بصفة يومية لتناول فنجان القهوة وتبادل الأحاديث فى السياسة والاقتصاد وهموم المجتمع المصرى. ولهذا المقهى تاريخ طويل حيث تم إنشاؤه عام 1908 وفى عام 1992 حينما تعرضت القاهرة لزلزال مرعب ومدمر أصاب المقهى بشروخ كان لابد من ترميمه فاكتشف خلال عمليات الترميم دهليز صغير يؤدى الى مخزن قديم توجد به العديد من المنشورات التاريخية. ومن ابرز المشاهير الذين كانوا يترددون على قهوة ريش الكاتب نجيب محفوظ حيث يذكر انه كتب قصة الكرنك كلها على أريكة بداخل «ريش » كذلك الكاتب يوسف إدريس وعدد ضخم من نجوم الثقافة والفن القدامى. كما غنت أم كلثوم أولى أغانيها بعد قدومها من القرية الى القاهرة. و حتى أربعينيات هذا القرن كان هناك عدد كبير من المقاهي فى روض الفرج , جدرانها من الخشب , محاذية للنيل , وفى كل منها عدد من فناني شارع محمد على , يعرضون فيها فنون الغناء و المونولوج , ومنهم حسين المليجى, ولهلوبة , وزينب فلفل , وغيرهم .... و يوجد فى شارع محمد على مقهى للمنجدين , وفى باب الشعرية مقهى لا يرتاده الا عمال الافران البلدية , و بجوار سينما كايرو فى القاهرة مقهى يؤمه الخرس فقط الذين فقدوا نعمة النطق , واشهر مقاهى النرجيلة فى القاهرة الان « الندوة الثقافية » بباب اللوق .
وبينما كانت هذه الخواطر تجول بذهنى قبل ان ارتشف الرشفة الأخيرة من كوبى المفضل ، إذ بى أفيق على صوت عم “ ناصر “ وهو يقول لى مداعبا : واضح ان حضرتك سرحتى فى حاجة مهمة قوى .. خير يا ترى ؟ فأجبته ضاحكة : واحد قهوة مظبوط .. وصلحه !

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق