آخر الأخبار
1

الجمعة، 29 مايو 2015

فتح القسطنطينية.. ذكرى عبقة وتاريخ مجيد




لتفتحن ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻠﻨﻌﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻣﻴﺮﻫﺎ ﻭﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴش”، هكذا كانت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل القادة، وبشراه بفتحها، “إسطنبول” حاليا، أحد أكبر مدن تركيا العريقة والتي تشهد ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وتستعد تركيا غدا لإحياء ذكرى فتحها الإسلامي الـ 562.
ويشارك ما يقرب من 1.5 مليون شخص، يتقدّمهم الرئيس “رجب طيب أردوغان” ورئيس الحكومة “أحمد داود أوغلو”، في الاحتفال بالذكرى الـ 562 لفتح القسطنطينية، المعروفة حاليا بإسطنبول، والتي من المقرّر إحياؤها في منطقة ”يني كابي” بالمدينة.
كما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مشاركته في الاحتفالية، قائلا في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع “تويتر”: “سنلتقي في منطقة (يني كابي) في مدينة إسطنبول لنحيي الذكرى الـ 562 لفتح إسطنبول، سنلتقي من أجل تركيا الجديدة، ومن أجل إحياء روح الفتح.
استعدادات الاحتفالويقوم والي اسطنبول “واصب شاهين”، ورئيس بلدية المدينة “قدير طوبّاش” بجولة تفقّدية لمتابعة الأعمال التي تجري على قدم وساق في منطقة التجمعات التي ستشهد إحياء المناسبة بـ”توب كابي”، حيث قاما بتلقي المعلومات من القائمين على تلك الأعمال، وآخر ما وصلت إليه.
ويقول رئيس بلدية اسطنبول “طوباش” أنهم سيقومون بنقل فعاليات الاحتفالية عبر شاشات التلفاز، ليشاهدها المواطنون الأتراك في الداخل والخارج، وغيرهم من شعوب الدول الأخرى، مؤكّدا أنهم حرصوا على استخدام تكنولوجيات متقدمة في تغطية ذلك الحدث.
ويؤكد على أنه ستقام احتفالية تليق بالمدينة العظيمة التي أهداها لنا أجدادنا، احتفالية يفخر بها المواطنون الأتراك في الداخل والخارج”، مشيرا إلى أنهم يستعدون للاحتفالية بفريق مكون من 450 شخصا، وأنهم سيجهّزون منصة في مكان الاحتفال بأبعاد 18 مترا في 100 متر، فضلا عن شاشات عرض كبيرة، وأجهزة ليزر، وألعاب نارية.
 القسطنطينية في الإسلامﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ، ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺤﻠﻢ، ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﺍﻧﻮﺍ ﻟﻨﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ، ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺑﺎﻳﺰﻳﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻮﻻ ﺗﻴﻤﻮﺭﻟﻨﻚ، ﺛﻢ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ ﺷﺎﺑﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ والعشرين من عمره ليسطر اسمه في صفحات التاريخ الإسلامي في أوربا، وفعلها محمد الفاتح وفتح القسطنطينية
ﺻﻤﺪ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﻨﺼﺮ ﻣﺒﻴﻦ، ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺣُﺮﻗﺖ ﺳﻔﻨﻬﻢ وﺗﺠﺮﻋﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﻢ، لكن الفاتح لم يتراجع، ﻭﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺑﺮﺍ.
وﺻﺎﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺘﺢ، ﺧﻄﺐ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺁﻕ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺮﺅﻳﺎﻩ ﻭﺑﻘﺮﺏ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻓﺪﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺲ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﺮ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ، ﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﺁﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﺎﺭ ﻣﺴﺠﺪﺍ، ﺑﺪﺃ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺭﻭﻣﻴﺔ ﻟﻴﺤﻮﺯ ﺷﺮﻑ ﻓﺘﺢ المدينتين التي بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتحها، لكن قضاء الله كان أقرب.
قلب العالمويصف الكاتب أيمن حويرة القسطنطينية بقلب عالم وعاصمتها قائلا: “خمسة وثمانون مليون كيلو متر مربع هي مجموع مساحات أفريقيا وآسيا وأوروبا أو ما يعادل مساحة العالم كاملا في منتصف القرن السادس الميلادي (العالم القديم)، ثلثا هذه المساحة كانت خاضعة للإمبراطورية الرومانية الشرقية أو ما عُرِف لاحقا بالإمبراطورية البيزنطية، تلك الإمبراطورية التي عاشت أكثر من ألف عام كانت في أغلبها من القوى العظمى التي حكمت هذا العالم، تلك الإمبراطورية التي أثرَت المحتوى الحضاري والثقافي والعلمي للعالم حينها، في القلب من هذه الامبراطورية كانت القسطنطينية لتكون بلا منازع هي عاصمة العالم حينها.
ويشير إلى أن تاريخ إنشاء المدينة يعود إلى عدة قرون قبل الميلاد، لكن نشأتها الحقيقية كانت على يد الإمبراطور قسطنطين الأول في عام 330م، ومنذ ذلك الحين وحتى بدايات القرن العشرين والقسطنطينية هي العاصمة الأكثر شهرة وتأثيرا في العالم، حكم منها البيزنطيون أحد عشر قرنا ثم جاء العثمانيون ليضيفوا حوالي خمسمائة عام أخرى لعمر هذه المدينة العتيقة.
 ويضيف حويرة، منح الله هذه المدينة موقعا مميزا تتوسّط به العالم وتربط بين قاراته، ووهبها مضيقا بديعا يربط بين البحر الأسود شمالا ومرمرة جنوبا ثم البحر المتوسط، هكذا تلعب المياه دورا بارزا في حياة هذه المدينة الرائعة وتضفي عليها جمالا خلاّبا.
العراقة والجمالأمام جمال القسطنطينية ومساحتها الواسعة، يقف السائح حائراً متسائلاً؛ أي تحفة معمارية يزور، وعلى أي ساحل تحيطه النوارس يجلس، وأي مكان أثريّ يتفحص. قد لا يكفي وقت السائح لزيارة جميع الأماكن التي تستحق الزيارة في المدينة العثمانية، التي تجمع بين عراقة الماضي وجمال الحاضر.
وتشتهر المدينة بمسجد “السلطان أيوب” نسبة للصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذي يرق داخل المسجد، ويعتبر من أهم وأكبر مساجد المدينة ويحيط به ميدان جميل مليء بالمحال الأثرية والحديثة، كما يزينها “إمينونو” وهي مديرية سابقة في إسطنبول وهي وجهة السياحية الرئيسية بالمدينة، ويعرف بأنها كانت تغطي المنطقة البيزنطية القديمة، وتتميز بالسوق المصري الكبير.
كما تشتهر المدينة، ببرج الفتاة، الذي يتم الصعود أعلاه لرؤية بحر الفسفور، وتشتهر ايضا بميدانُ “تقسيم” والذي يعد واحداً من أشهر الميادين في تركيا، ويقع الميدان في منطقة “بويولو” في قلب مدينة “إسطنبول” التركية، وهو إحدى الوجهات السياحية في القسم الأوروبي من المدينة، تعود تسميته إلى كونه كان مركزاً لتقسيم وتوزيع إمدادات المياه في العهد العثماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـقهوة بلدي - كافيه شوب